[size=21]التعامل التربوي مع الطفل العصبي
[/size][size=16]بقلم / عصام ضـاهـر[/size]
[size=25]سأل
معاوية بن أبي سفيان الأحنف بن قيس عن الولد ، فقال : يا أمير المؤمنين
أولادنا ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم أرض ذليلة ، وسماء ظليلة ،
وبهم نصول عند كل جليلة ، فإن طلبوا فأعطهم ، وإن غضبوا فأرضهم ، يمنحوك
ودهم ، ويحبّوك جهدهم ، ولا تكن عليهم قفلا فيتمنّوا موتك ويكرهوا قربك
ويملوا حياتك. فقال له معاوية : لله أنت ! لقد دخلت علىّ وإني لمملوء غيظا
على يزيد ولقد أصلحت من قلبي له ما كان فسد.[/size]
[size=25]
بهذه العقلية نريد أن نكون في تعاملنا مع أبنائنا ، و أن تكون نظرتنا لهم
نظرة إيجابية ، و أن نغدق عليهم من عطفنا وحبنا ، بدلا من الصراخ في وجوههم
، وإعلان الثورة عليهم لأتفه الأسباب ، حتى لا يكتسبوا منا سلوكا غير
مرغوب فيه . [/size]
[size=25]
فلقد ثبت علميا أن الطفل يتأثر بما يحيط به من الحنو أو القسوة تأثرا عميقا
يصاحبه بقية حياته وعمره ويشمل نواحيه الصحية والنفسية ، وكما هو معلوم
لدى علماء التربية أن الطفل يولد وليس له سلوك مكتسب ، بل يعتمد على أسرته
في اكتساب سلوكياته ، وتنمية شخصيته ؛ لأن الأسرة هي المحضن التربوي الأول
التي ترعى البذرة الإنسانية منذ ولادتها ، ومنها يكتسب الكثير من الخبرات
والمعلومات ، والمهارات ، والسلوكيات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي
-إيجابا وسلبا – وهي التي تشكل شخصيته بعد ذلك ، وكما قال الشاعر أبو
العلاء المعري :[/size]
[size=25]
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ[/size]
[size=25]
ومن الظواهر التي كثيرا ما يشكو منها الآباء والأمهات ظاهرة العصبية لدى
الأطفال . ونحن في هذه السطور سنلقي الضوء على هذه الظاهرة بشيء من التفصيل
.[/size]
[size=25]
أولا : تعريف العصبية :[/size]
[size=25]
هي ضيق و توتر وقلق نفسي شديد يمر به الإنسان سواء الطفل أو البالغ تجاه
مشكلة أو موقف ما ، يظهر في صورة صراخ أو ربما مشاجرات مع الأقران أو أقرب
الناس مثل الأخوة أو الوالدين .[/size]
[size=25]
أسباب العصبية لدى الأطفال[/size]
[size=25]
يرى علماء النفس أن العصبية لدى الأطفال ترجع إلى أحد السببين الآتيين :[/size]
[size=25]
1. أسباب عضوية ( مَرضية ) ، مثل :[/size]
[size=25]
- اضطرابات الغدَّة الدرقية .[/size]
[size=25]
- اضطرابات سوء الهضم .[/size]
[size=25]
- مرض الصرع .[/size]
[size=25]
وفي حالة وجود سبب عضوي لا بد من اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص لمعالجته
منه ، فلا بد من التأكد من خلو الطفل من الأمراض العضوية قبل البحث عن
أسباب نفسية أو فسيولوجية تكمن وراء عصبية الطفل .[/size]
[size=25]
وفي حالة التأكد من خلو الطفل من تلك الأمراض السابقة ، علينا أن نبحث في السبب الثاني للعصبية وهو :[/size]
[size=25]
2. أسباب نفسية واجتماعية وتربوية ، وتتمثل في : -[/size]
[size=25]
- اتصاف الوالدين أو أحدهما بها ، مما يجعل الطفل يقلد هذا السلوك الذي يراه أمام عينيه صباح مساء .[/size]
[size=25]
- غياب الحنان والدفء العاطفي داخل الأسرة التي ينتمي إليها الطفل ، سواء بين الوالدين ، أو إخوانه .[/size]
[size=25]
- عدم إشباع حاجات ورغبات الطفل المنطقية والمعتدلة .[/size]
[size=25]
- القسوة في التربية مع الأطفال ، سواء بالضرب أو السب ، أو عدم تقبل الطفل وتقديره ، أو تعنيفه لأتفه الأسباب .[/size]
[size=25]
- الإسراف في تدليل الطفل مما يربي لديه الأنانية والأثرة وحب الذات ، ويجعله يثور عند عدم تحقيق رغباته .[/size]
[size=25]
- التفريق بين الأطفال في المعاملة داخل الأسرة ، سواء الذكور أو الإناث ، الكبار أو الصغار .[/size]
[size=25]
- مشاهدة التلفاز بكثرة وخاصة الأفلام والمشاهد التي تحوي عنفا و إثارة ، بما في ذلك أفلام الرسوم المتحركة .[/size]
[size=25]
- هناك دور رئيس للمدرسة ، فربما يكون أحد المعلمين ، أو إحدى المعلمات تتصف بالعصبية ، مما يجعل الطفل متوترا ، ويصبح عصبيا .[/size]
[size=25]
مظاهر العصبية لدى الأطفال[/size]
[size=25]
- مص الأصابع .[/size]
[size=25]
- قضم الأظافر .[/size]
[size=25]
- إصرار الطفل على رأيه .[/size]
[size=25]
- بعض الحركات اللاشعورية مثل : تحريك الفم ، أو الأذن ، أو الرقبة ، أو الرجل وهزها بشكل متواصل .... إلخ .[/size]
[size=25]
- صراخ الطفل بشكل دائم في حالة عدم تنفيذ مطالبة .[/size]
[size=25]
- كثرة المشاجرات مع أقرانه .[/size]
[size=25]
خطوات العلاج[/size]
[size=25]
1. أن يتخلى الوالدان عن العصبية في معاملة الطفل . وخاصة في المواقف التي
يكون فيها الغضب هو سيد الموقف .حيث إن الطفل يكتسب العصبية عندما يعيش في
منزل يسوده التوتر والقلق .[/size]
[size=25]
2. إشباع الحاجات السيكولوجية والعاطفية للطفل بتوفير أجواء الاستقرار
والمحبة والحنان والأمان والدفء ، وتوفير الألعاب الضرورية والآلات التي
ترضي ميوله ، ورغباته ، وهواياته .[/size]
[size=25]
3. لا بد أن يتخلى الآباء والمعلمون عن القسوة في معاملة الطفل أو ضربه أو
توبيخه أو تحقيره ، حيث إن هذه الأساليب تؤثر في شخصية الطفل ، و لا تنتج
لنا إلا العصبية و العدوانية .[/size]
[size=25]
4. البعد عن الإسراف في حب وتدليل الطفل . لأن ذلك ينشئ طفلا أنانيا لا يحب إلا نفسه ، ولا يريد إلا تنفيذ مطالبه .[/size]
[size=25]
5. عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة أو تفضيل الذكور على الإناث ، ولنا
في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة ، في الحديث الذي يرويه
البخاري عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر
يقول : أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله
صلى الله عليه و سلم فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني أعطيت
ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال ( أعطيت
سائر ولدك مثل هذا ) . قال لا قال ( فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) .
قال فرجع فرد عطيته .[/size]
[size=25]
6. إعطاء الطفل شيئا من الحرية ، وخاصة فيما يتعلق بشراء ألعابه ، أو
ملابسه ، وعدم التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الطفل ؛ لأن هذا يخلق جوا
من القلق و التوتر بين الطفل ووالديه .[/size]
[size=25]
7. استخدام أسلوب النقاش والحوار والإقناع مع الطفل العصبي بدلا من الصراخ في وجهه حيث إن ذلك لن يجدي معه نفعا.[/size]
[size=25]
8. تعزيز السلوك الإيجابي للطفل سواء بالمكافآت المادية أو بالتحفيز المعنوي عن طريق إطلاق عبارات المدح والثناء .[/size]
[size=25]
9. إتاحة الفرصة للطفل في ممارسة نشاطه الاجتماعي مع الأطفال الآخرين ، و
عدم الإفراط في الخوف على الطفل ، حيث إن تفاعله مع الآخرين يساعد في نمو
شخصيته الاجتماعية .[/size]
[size=25]
10. مراقبة ما يشاهده الطفل في التلفاز ، و عدم السماح له برؤية المشاهد التي تحوي عنفا أو إثارة .[/size]
[size=25]م.ن[/size]
» كيف نستقبل رمضان
» طريقة معرفة الرقم السري للميموري كارد ( أدخل بسرعة )
» أفضل موقع تدخله في رمضان ويجب ان يكون في كل جهاز ( موقع احترافي )
» (( ....هاهي العشر الأوائل ذهبت فماذا فعلنا بها....؟!؟ ))
» إلى من أدرك رمضان 150 باباً من أبواب الخير
» مـا أســــــــــرع أيـامك يـا رمــضـــــــــــان ... رفقا بمحبــــيك
» نجوم رمضانية
» كيف نستعد لشهر رمضان؟؟